اكتشاف جثة جيرونيمو في الجزائر: قصة تاريخية مذهلة
مقدمة
في عام 1853، شهدت الجزائر حدثًا تاريخيًا مثيرًا، اعتبره المسيحيون معجزة، إذ أضفى فرحة غير مسبوقة في الكنيسة الكاثوليكية حول العالم. هذا الحدث كان اكتشاف جثة جيرونيمو في مدينة الجزائر. من هو جيرونيمو؟ وما هي قصته؟ دعونا نغوص في تفاصيل هذا الحدث التاريخي المدهش.
خلفية تاريخية عن جثة جيرونيمو في الجزائر
الرجل البسيط وكاتب المذكرات
في العاصمة الجزائرية خلال سنوات 1700، عاش رجل بسيط من عامة الناس، كان كبيرًا في السن وفقد جميع أبنائه. قرر شغل نفسه بالكتابة وتدوين مذكراته وأخبار من حوله. أطلق على كتابه “تقييدات ابن المفتي“، حيث ذكر أن والده كان المفتي.
علي باشا وبناء برج باب الواد
في عام 1569، أمر علي باشا ببناء برج باب الواد، وكان يشرف على هذا العمل بنفسه. أثناء البناء، قبضوا على رجل من قلعة بني راشد يُدعى بن عودة، المعروف بالتجسس لصالح العدو من وهران. بعد التحقيقات، تأكدوا من أنه جاسوس، فدفنوه حياً في صندوق البناء مع الطين أو الجبس.
قصة جيرونيمو واكتشاف جثته في الجزائر
الطفل المختطف
في عام 1538، شن الجيش الإسباني الذي كان يحتل وهران غارة على ضواحي المدينة وأسر بعض الأشخاص، من بينهم طفل جميل تم بيعه مع المسروقات. بعد تعميده وتربيته تربية مسيحية، أطلقوا عليه اسم جيرونيمو.
هروب جيرونيمو وعودته إلى الجزائر
في عام 1542، انتشر الطاعون بين الإسبان، مما دفعهم لترك حصونهم والنزول إلى بدية وهران. تمكن السجناء العرب من الهروب وأخذوا معهم الطفل جيرونيمو، الذي عاد إلى عائلته المسلمة. رغم ذلك، لم تندثر البذور المسيحية التي زُرعت بداخله. في سن 25، عاد جيرونيمو إلى الحامية الإسبانية وأعلن رجوعه للمسيحية.
جيرونيمو والجاسوسية في الجزائر
انضم جيرونيمو إلى الوحدة الميدانية للجيش الإسباني، وعمل جاسوسًا لصالح الإسبان حتى قبضوا عليه في عام 1569. قدموه للحاكم الذي هدده بالدفن حياً في قوالب الطوب. عند رفضه، نفذوا التهديد ودفنوه في الطوب والطين.
اكتشاف جثة جيرونيمو في الجزائر وتكريم الكنيسة الكاثوليكية
العثور على جثة جيرونيمو في الجزائر
في عام 1853، بعد احتلال الفرنسيين للجزائر، حفروا حصن باب الواد واكتشفوا جثة جيرونيمو. كانت الجثة محفوظة بشكل جيد، وملامح وجهه مطبوعة على الطين. بعد التشريح، تعرفوا على هويته ووثقوا القصة في مراسلات رسمية مع الفاتيكان.
تكريم الكنيسة الكاثوليكية لجيرونيمو
اعتبرت الكنيسة الكاثوليكية جيرونيمو رجلاً مكرماً، ورأى المسيحيون أن توثيق قصته يمنح الشرعية لغزو الجزائر. منحه الفاتيكان لقب المبجل في الكنيسة الكاثوليكية.
خاتمة
تبقى قصة جيرونيمو عبرة تاريخية عن مصير كل من يخون دينه ووطنه. هي تذكير بأهمية الولاء للوطن والإيمان، وتظل جزءاً مهماً من تاريخ الجزائر المجيد.
بارك الله فيك سي دومير
و فيك بارك الله اخي زهير عاى ردك الجميل